اقتصاد محلي

اضاحي العيد .. حلم بعيد المنال

قبل أيام من حلول عيد الأضحى المبارك، يشهد سوق المواشي في العاصمة اليمنية صنعاء قفزة ملحوظة في أسعار الأضاحي، ما أثار موجة استياء واسعة في أوساط المواطنين الذين يرزحون أصلًا تحت وطأة أوضاع اقتصادية ومعيشية متدهورة.

ويأتي هذا الارتفاع الحاد في الأسعار ليزيد من أعباء الأسر، خاصة في ظل الانهيار المتواصل في القدرة الشرائية، واستمرار تداعيات الحرب التي أضعفت دخل الفرد وأثقلت كاهله بالتزامات لا يستطيع الوفاء بها.

** قفزات سعرية خارج قدرة الغالبية

وفقًا لأسعار السوق المحلية، تراوح سعر الخروف متوسط الحجم بين 180,000 و250,000 ريال يمني، فيما وصل سعر العجل إلى ما بين 1,200,000 و1,800,000 ريال، بزيادة تقدّر بأكثر من 30% مقارنة بالعام الماضي.

وقال المواطن محمد الحبابي ، وهو موظف حكومي :
“راتبي بالكاد يكفي للضروريات، أما الأضحية فقد أصبحت حلمًا بعيد المنال. العيد فقد معناه الحقيقي بالنسبة للكثير من الأسر، وأصبح مجرد عبء نفسي ومادي”.
وأضاف: “قد نضطر هذا العام إلى الاكتفاء بالنية، أو مشاركة جماعية في أضحية واحدة، إن وُجدت الإمكانية.”

** تجار المواشي : التكاليف وراء الغلاء

التجار بدورهم حمّلوا ارتفاع الأسعار لمجموعة من الأسباب، في مقدمتها ارتفاع أسعار الأعلاف، وتكاليف النقل الباهظة بين المحافظات، بالإضافة إلى ندرة بعض السلالات المحلية نتيجة تراجع الإنتاج في الريف، وتوقف كثير من المربين عن العمل بسبب الظروف الأمنية والمعيشية.

يقول أحد تجار المواشي في سوق شارع خولان بصنعاء :
“الأسعار ليست بيدنا، نحن أيضًا نتحمّل تكاليف مرتفعة على كل رأس غنم أو عجل، من الأعلاف إلى النقل والرعاية. السوق يعاني مثلما يعاني المواطن.”

** خطط دعم ومراقبة محدودة الأثر

مصدر مسؤول في وزارة الزراعة والري بصنعاء أشار إلى وجود خطة طوارئ رقابية لضبط الأسعار قبيل العيد، لكنها تواجه تحديات كبيرة في ظل غياب دعم حكومي كافٍ لهذا القطاع، وتفاوت تكاليف الإنتاج من منطقة إلى أخرى.

وأضاف المصدر أن الوزارة تعمل على تشجيع التربية المحلية للمواشي عبر مبادرات مجتمعية تهدف إلى تقليل الاعتماد على الاستيراد الداخلي، خاصة في ظل تعقيدات النقل بين المحافظات بسبب الحرب.

** العيد يقترب … والفرحة مؤجلة

ومع اقتراب عيد الأضحى، يتزايد القلق في أوساط اليمنيين من عدم قدرتهم على توفير أضحية، وهو ما ينعكس على أجواء العيد التي كانت في السابق مناسبة للتكافل الاجتماعي والبهجة الأسرية.

في المقابل، لجأ الكثير من المواطنين إلى بدائل مثل الشراء الجماعي أو اقتسام الأضاحي بين عدة أسر، في محاولة لإحياء شعائر العيد بأبسط الإمكانيات.

ويخشى مراقبون من أن تستمر الأسعار في التصاعد خلال الأيام القليلة المقبلة، مع ارتفاع الطلب وقلة المعروض، ما يُنذر بمزيد من الضغوط على المواطن اليمني في واحدة من أهم المناسبات الدينية في البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى