اقتصاد محلي

استيراد خبز من ماليزيا !!

هل اليمن في وضعها الاقتصادي الراهن بحاجة إلى استيراد خبز أو مياه معدنية ..
تبادر إلى ذهني هذا السؤال عندما شاهدت خبز ماليزي في إحدى السوبرات ،وقبل أيام وجدت مياه معدنية مستوردة من روسيا
فهل بلادنا بحاجة إلى استيراد مثل هذه السلع..
هذه القضايا يعتبرها الكثير وبدون وعي أنها قضايا عادية وهامشية ولا تستحق التطرق إليها وأن التاجر له الحرية الكاملة في استيراد ما يشاء والمستهلك أيضا له الحرية الكاملة في شراء ما يشاء .
قد يكون هذا الكلام صحيح في بلد مستقر واقتصاده جيد إلى حد ما كدول الجوار مثلا..
لكن بلد كاليمن يعاني من حرب منذ عشر سنوات وعدم استقرار سياسي وعدم صرف رواتب الموظفين وتدمير ممنهج للمصانع الوطنية بالقصف الجوي تحت مبررات واهية وما إلى ذلك واقوم استورد خبز أو لحوح أو أي معجنات..
شخصيا أنظر أن هذه القضايا تعتبر من أبرز القضايا التي من المفترض أن يتنالها الجميع إعلام وناشطين ومواطنين وتجار ومسؤولين ،باعتبارها تلامس جوهر قضايا الأمن الغذائي والسيادة الاقتصادية في بلد يمر بظروف صعبة كاليمن.
كيف لنا أن نتحدث عن #توطينالصناعة في اليمن ونحن نستورد خبز .. الخبز والمعجنات بأنواعها لا نحتاج في اليمن لاستيرادها ولا تحتاج أيضا مصانع، لأن مثل هذه السلع تصنعها النساء في البيوت ،أو في المعامل البسيطة ،الكثير من النساء تشقى على بيتها وأطفالها من خلال بيع هذه السلع البسيطة .. لذا نستطيع أن نجزم أن اليمن ليست بحاجة لاستيراد الخبز الجاهز أو حتى المياه المعدنية التي تحدثت عنها سابقا ،وهناك الكثير من السلع الأخرى التي يتم استيرادها ولها بديل في اليمن وبجودة أكبر من المستورد. فالواجب علينا أن نضع ايدينا في أيدي بعض #لترشيدفاتورةالاستيراد و #دعمالمنتجالوطني ، والعمل على #تمكينالمرأةاقتصاديا والمرأة اليمنية كما نعلم جميعا متمكنة ومبدعه في صناعة العديد من المعجنات، والخبز كما نعلم سلعة قابلة للتصنيع المحلي بسهولة، في البيت شوية دقيق أو قمح مطحون أو شعير أو أي نوع من أنواع الحبوب وشوية ماء، منتجات تعتمد على مكونات رئيسية تتمثل في (الطحين بأنواعه والماء) والطحين إذا لم يكن متواجد أو المعروض محليا قليل ولا يكفي للتستهلاك نستطيع ان نستورده من الخارج بقدر حاجتنا ،وبالتأكيد تكلفة استيراده ستكون أقل بكثير بكثير من استيراد الخبز المصنع. واليمن تمتاز عن غيرها من بلدان العالم بتنوع عجيب وراااائع وجميل في كل شيء،ليس تنوع في المناخ أو في التضاريس فحسب ،بل حتى في أنوع الأكل ، فكل منطقة تمتاز عن غيرها بصنع هذا الطبق أو ذاك بشكل وبمذاق يختلف عن غيرها من المناطق . فالخبر الصنعاني مثلا يختلف عن التعزي عن الحضرمي عن الريمي عن الوصابي عن المحويتي ،وهكذا كل محافظة ومنطقة تمتاز عن غيرها حتى في اللبس وليس فقط في الخبز وتستطيع أن استورد ما احتاجه من خبز من محافظة أخرى وليس من ماليزيا أو غيرها من دول العالم.. لذا نوجه دعوة للجهات المختصة بمنع استيراد مثل هذه السلع،باعتبار ذلك هدر للعملة الصعبة،وكذلك ضرب واستهداف للمخابز والمصانع المحلية،وبالتالي احالة العديد من العمال والعاملات في مثل هذا العمل إلى رصيف البطالة . ونوجه الدعوه لكل وسائل الإعلام والناشطين والمؤثرين لتسليط الضوء على مثل هذه القضايا باعتبارها تمس معيشة كل مواطن. فاستيراد مثل هذه السلع والمنتجات استنزاف كبير للعملة الصعبة البلد أحوج ما يكون إليها في استيراد ما هو أنفع للوطن والمواطن، خاصة في بلد يعاني من شح الدولار وعدم تصدير النفط والغاز الشحيح اصلا ،وارتفاع فاتورة الاستيراد، استيراد سلع بسيطة كالخبز يمكن إنتاجها محلياً يعد نزيفاً مالياً غير مبرر ولا يجب أن يستمر. وايضا استيراد هذه السلع استهداف بقصد أو بدون قصد للصناعات المحلية، لأن استيراد هذه السلع معناه إغلاق منشآت وفقدان وظائف الكثير من العمال اليمنيين. ايضا عندما استورد مثل هذه السلع ستخلق انطباع عام من الاحباط لدى المستثمرين فإذا كنا نستورد الماء والخبز فكيف لنا أن نتحدث عن #توطينصناعات ما هو أهم ،وبالتالي ضياع الكثير من الفرص الاستثمارية وتدهور الاقتصاد الوطني فوق ما هو حاصل ..
والله من وراء القصد ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى