اقتصاد عربي ودولي

الحرب الإسرائيلية الإيرانية وتأثيراتها الاقتصادية العالمية

 الحرب الإسرائيلية الإيرانية وتأثيراتها الاقتصادية العالمية

الاربعاء18يونيو2025_

فجر الجمعة الماضية قامت إسرائيل بعدوان مفاجئ على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مما أدى إلى استشهاد عدد من كبار قادتها وعلمائها في المجال النووي، وما إلى ذلك.

هذا العدوان أجبر إيران إلى الرد على إسرائيل بقصف صاروخي كبير لم يتوقعه الكيان الإسرائيلي ، مما أدى إلى حرب مفتوحة بين الطرفين .

ومع مرور اليوم السادس تشير بعض المؤشرات والأحداث إلى تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في مشاركة إسرائيل في العدوان على إيران مما يوسع من نطاق الصراع في المنطقة ، الأمر الذي لا شك سيؤثر شكل كبير على الاقتصاد العالمي، وذلك لحساسية المنطقة وإستراتيجيتها على مستوى الطاقة والاقتصاد العالمي. إليك أبرز هذه التداعيات:

ومنها بالتأكيد ارتفاع أسعار النفط والغاز ، فالخليج العربي هو شريان الطاقة العالمي، وأي صراع سيهدد مضيق هرمز، الذي يمر عبره حوالي 20% من إمدادات النفط العالمية.

خاصة مع التهديد الإيراني إلى إغلاق المضيق ، وهذا قد يؤدي إلى قفز أسعار النفط إلى أكثر من 150 دولارًا للبرميل، ما يتسبب في أزمة طاقة عالمية.

وأوروبا ستكون من أكثر المتضررين، خاصة مع استمرار الضغوط على الغاز بسبب الحرب في أوكرانيا.

كذلك ستشهد الأسواق العالمية (وول ستريت، بورصات أوروبا وآسيا) موجات هبوط حادة نتيجة حالة الذعر والمخاطر الجيوسياسية.

وستزداد الاستثمارات في الملاذات الآمنة مثل الذهب، الدولار، والفرنك السويسري.

هذا إلى جانب المخاطر الكبيرة على التجارة العالمية وسلاسل الإمداد، وتعطّل الملاحة في البحر الأحمر أو مضيق هرمز يعني تأخيرًا أو انقطاعًا في سلاسل التوريد، خصوصًا من آسيا إلى أوروبا، خاصة إذا ما قررت صنعاء إغلاق باب المندب ، كل ذلك بالتأكيد سيؤثر ذلك على الصناعات الإلكترونية، الغذائية، وحتى الدوائية.

إلى جانب ارتفاع التضخم عالميًا، فأسعار الوقود والنقل سترتفع، مما سيؤثر على أسعار السلع والخدمات في معظم دول العالم، والبنوك المركزية قد تُضطر إلى رفع أسعار الفائدة مجددًا، مما يبطئ النمو الاقتصادي.

كما ستتأثر العديد من الدول ذات الاقتصادات الهشة (مثل مصر، لبنان، تونس، باكستان وغييرها ) ستكون عرضة لهزات شديدة.

وبعض الدول قد تدخل في ركود اقتصادي إذا طال أمد الحرب أو شملت لاعبين آخرين.

كما سيؤدي طول أمد الحرب ودخول الولايات المتحدة في الصراع إلى إعادة تشكيل التحالفات الاقتصادية، فبعض الدول ستتجه لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الصين وروسيا هروبًا من ضغوط الغرب.

وقد تُسرّع بعض الاقتصادات الكبرى خطواتها نحو التحول للطاقة البديلة لتقليل الاعتماد على نفط الخليج.

من جانبه قال عضو مجلس الشورى السعودي، فضل البوعينين، لـ«الشرق الأوسط»، إن المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران تؤثر على قطاع الطاقة العالمي، وهو ما انعكس على ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية فور اندلاع الحرب، ولا تزال الأسعار متماسكة عند حدودها العليا.

وتوقع استمرار صعود أسعار الطاقة في ظل التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز، وأوضح أن قطاع الطاقة يُعد أكثر القطاعات حساسية تجاه الحروب والمواجهات العسكرية؛ مشيراً إلى أنه في حال تأثرت قدرة الدول المنتجة على تصدير نفطها أو تأثر الإنتاج، فإن ذلك سيسهم في ارتفاعات قياسية بأسعار النفط والغاز، مع انعكاسات سلبية مباشرة على الاقتصاد العالمي.

ورجَّح البوعينين أن تبقى آثار الاستهدافات العسكرية حتى الآن محدودة نسبياً على الإنتاج والتصدير، ولكنه حذَّر من أن تعرُّض القطاعين لضربات مباشرة قد يدفع أسعار النفط إلى الارتفاع بشكل متسارع، وربما يتجاوز سعر البرميل 100 دولار، معتبراً أن هذا الاحتمال يبقى مرهوناً بمدى تأثر إمدادات النفط للأسواق العالمية.

قطاعات اقتصادية متأثرة

وأشار البوعينين إلى أن الحرب أدت إلى تعطيل رحلات جوية وإعادة توجيه مسارات الطائرات، وهو ما تسبب في ارتفاع تكاليف التشغيل لشركات الطيران، فضلاً عن القفزة الكبيرة في تكاليف التأمين نتيجة المخاطر المتزايدة. كما توقع أن تتأثر حركة التجارة الخارجية والملاحة البحرية بشكل مباشر جرَّاء التصعيد.

وأكد أن تأثير الحرب سيكون متفاوتاً بين دول المنطقة، موضحاً أن السعودية، بحكم موقعها الاستراتيجي، قادرة على ضمان استدامة تجارتها الخارجية عبر موانيها على البحر الأحمر، إضافة إلى وجود أنابيب لنقل النفط من الشرق إلى الغرب، مما يحد من انعكاسات الأزمة على صادرات النفط والتجارة الخارجية.

ووصف البوعينين قطاع الطاقة بأنه «المحرك الحقيقي للاقتصاد العالمي»، مضيفاً أن الطاقة والتجارة الخارجية هما أكثر القطاعات تأثراً بالحرب من الناحية الاقتصادية، بينما يُعد الدمار والخسائر البشرية من أسوأ إفرازات الحروب على الصعيدين التنموي والإنساني.

ولفت إلى أن فرص الحلول السريعة باتت محدودة، معتبراً أن إشعال الحروب أكثر سهولة من إيقافها، متوقعاً تصاعد وتيرة المواجهة. وأضاف أن تنفيذ إيران تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز، رغم صعوبة تحقيق ذلك من الناحية العملية، قد يفتح الباب أمام مواجهة شاملة مع القوى العالمية، في مقدمتها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى. وشدد على أن استهداف المصالح الأميركية سيجرُّ واشنطن إلى الدخول المباشر في الحرب، مع احتمال اتساع نطاقها بشكل مقلق.

لذا يرى الكثير من المتابعين أن الكرة اليوم باتت في الملعب الأمريكي ، أما تجبر إسرائيل على إيقاف عدوانها وبالتالي العودة للمفاوضات النووية مع إيران ، وإما المغامرة والدخول في الصراع بشكل مباشر .

اقرأ أيضا:مليار شيكل خسائر الحرب مع ايران في 4أيام واحتياطي تعويضات اسرائيل على وشك النفاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى