اسعار النفط العالمية تقفز لأعلى مستوياتها في خمسة أشهر

ارتفعت أسعار النفط العالمية بشكل حاد لتسجل أعلى مستوياتها منذ خمسة أشهر، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية بعد تصريحات للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، ألمح فيها إلى احتمال تدخل واشنطن عسكرياً إلى جانب إسرائيل ضد إيران، ما أثار مخاوف من اضطرابات وشيكة في إمدادات النفط من الشرق الأوسط.
وصعدت عقود خام برنت تسليم أغسطس بمقدار 3.22 دولار لتغلق عند 76.45 دولاراً للبرميل، بينما قفز خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 4.3% ليستقر عند نحو 75 دولاراً، وهو أعلى مستوى إغلاق منذ يناير الماضي.
وشهدت الجلسة تذبذبات ملحوظة بين المكاسب والخسائر، في ظل حالة من الضبابية دفعت بمؤشر تقلبات سوق النفط إلى أعلى مستوياته خلال ثلاث سنوات.
وبحسب مصادر مطلعة، عقد ترمب اجتماعاً مع فريقه للأمن القومي في البيت الأبيض لمناقشة تطورات الصراع الإيراني-الإسرائيلي، وذلك بعد منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي دعا فيه إيران إلى “الاستسلام غير المشروط”، ملوحاً بإمكانية توجيه ضربة مباشرة للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.
وفي حين لم تتأثر البنية التحتية الإيرانية الخاصة بتصدير النفط حتى الآن، تتجه الأنظار إلى مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية اليومية. وقد أبدت السوق قلقها من احتمالات قيام طهران بتقييد حركة الشحن أو تعطيل الملاحة في المضيق.
وذكرت المحللة الاقتصادية رزان هلال من “فوركس دوت كوم” أن حركة التداول المكثفة في عقود الخيارات تعكس رهانات المستثمرين على مزيد من الارتفاع في الأسعار خلال الفترة المقبلة، في ظل تصاعد التوترات.
وقد زادت المخاوف الأمنية في المنطقة إثر حادث اصطدام ناقلتين قرب الممر المائي، ما ذكّر العالم بخطورة الوضع. كما أفادت البحرية البريطانية بوجود تشويش متزايد في أنظمة الملاحة بمضيق هرمز والخليج العربي، ما دفع بعض ملاك السفن إلى رفض تلقي حجوزات جديدة خشية على سلامة أطقمهم.
وفيما أكدت شركة مختصة بالمخاطر البحرية أن الحريق الذي اندلع أمس قرب المضيق لا يرتبط بأسباب أمنية، فإن مستويات القلق في الأسواق لم تهدأ.
ورغم عدم تعرض منشآت النفط الإيرانية لأضرار مباشرة حتى الآن، تبقى الأسعار مرتفعة مقارنة بما كانت عليه قبل تصاعد التوتر، ما دفع العديد من المنتجين إلى تعزيز تحوطاتهم، وزاد من نشاط التداول على العقود الآجلة والخيارات. وفي السياق ذاته، رفعت “مورغان ستانلي” توقعاتها لأسعار النفط، مستشهدة بارتفاع المخاطر الجيوسياسية.